في ناس بتنولد وبتمها معلقه من دهب ،، بس انا لما انولدت لقو في تمي كريك من دهب
عشت في حياتي طفوله رائعه كنا ساكنين جنب النهر ( المجاري)على طول
وكنت منذ نعومه اظافري احب اللعب في الحديقه (المزبله) كنا نلم عروق الملوخيه ونعملهم زي
الفرشه ونقعد ننط من فوق حيطه (الحديقه) على عروق الملوخيه ونخلي شويه عروق ملوخيه
للتنشيف لزوم التدخين والتحشيش وزعرنة الطفوله طبعا كنا نصاب بخدوش وجروح وكدمات
لكن احساسنا بروعه المكان كان يخلينا ما نحس باشي
ذكر شارعنا كان مليان حبال غسيل بالعرض وكانت النسوان تتباهى اني وحده غسيلها انظف
وطبعا بما فعل الزوج بالامس وكانو ينشروا كل قمصان النوم الاحمر والازرق والزهري
الطابه اللي كنا نلعب فيها كان اسمها طبه الشرايط عباره عن كم جوز جرابين ملفوفين فوق بعض
واذا لم تتوفر الطابه فالبركه بالمزبله كنا نوخد اي لمونه مخمجه او بردقانه ونقعد نلعب طبعا مع كل
ضربه لليمونه كان ينزل جزء من العصير على وجهنا واواعينا ونستمتع بريحه العصيرعلى
الملابس.....رائحه لا تنسى ولا تزال تعبق في انفي الى الان
وكانت المناسبات والاعياد لها طعم خاص واذكر يوم طهور صديقي ابراهيم كان عمري 5 سنوات
وابراهيم بنفس عمري تقريبا وحضر المطهر وكانت بيتهم مليان زلام ونسوان ومسكين ابراهيم كان
ميت من الخوف لانه هدا المطهركان مشهور بانه البعبع اللي يخوف الاولاد واي واحد بده يغلط كانوا
يحكوله اسكت ولابنجبلك ابو ملحم ... ووقفنا بره بيت ابراهيم طبعا بعد ما طردونا اهله من
جوه...وقعدنا نسمع كيف بصرخ واحنا كلنا حاسدينه.....نياله بده يتطهر وبده يوخد حلو وشلونه
وبعد شوي طلع صوت الزغاريت من جوه وطلعت ام ابراهيم توزع حمض حلو وشكولاته وكان نفسي
ساعتها اشوف ابراهيم كيف شكله.. بس ام ابراهيم كانت واقفه عالباب وكانت مره (امرأه) ناصحه
نوعا ما يعني كانت اعرض من الباب ...انا ما صدقت وهي تزيح شوي وزرقت جوه ولقيت ابراهيم
مرمي عالفرشه ووجهه اصفر ومليان دموع ....وكانوا حاطينلوا فنجان قهوه ساده مكان الواوا ملزق
بتيب ... واهله حواليه اللي بعطيه شلن واللي بعطيه شوكلاته واللي بدلع فيه بس المهم يسكت
ابراهيم ...يا الله شو كان نفسي اكون مكانه ساعتها ....مكيف ابراهيم وعايش بعز هلأ وما حد بقدر يحكي معه
زما حد بقدر يضربه او يعتدي عليها لانه كان في عنا معاهده عدم اعتداء على المتطهرين خصوصا انه ما بقدر يدافع عن نفسه
كان في شرف ومواثيق ومعاهدات بين الاطفال اكتر بكتير من الدول العربيه هالايام
روحت عالبيت واناعقلي بابراهيم وقلت لامي يما انا بدي اتطهر زي ابراهيم قالتلي يما ما بينفع انت متطهر
قلتلها بدي كمان مره هي ابراهيم اتطهر مرتين وليش انا لأ ؟.قالتلي ابراهيم اول مره بتطهر وما بنفع مرتين يما
انا الحقيقه ما اقتنعت بحكي امي وقلت بعقلي اكيد ما بدها تطهرني لانها ما بدها تعطيني شلونه وبرايز زي ابراهيم
تاني يوم كنا نستنى بابراهيم من الصبح على باب دارهم عشان يطلع ونشوفه كانت العاده انه
المتطهر يلبس دشداشه بيضه لاجل التميز عن باقي الاطفال وللتميز اكتر كان لازم يشد او يزم
الدشداشه من النص مكان الواوا عشان يعرفوا الناس انه متطهر وبنفس الوقت يبعدها عن مكان الاصابه
وكان لازم يمشي مفاحجه لجلب مزيد من التعاطف... والله طلع ابراهيم نافش ريشه وما حدا قده يا عمي الولد متطهر
طلعت ام ابراهيم وراه بتقوله : دير بالك على حالك يما وانتبه على فنجان القهوه يصير فيه اشي
وانا اقول بعقلي ام ابراهيم خايفه على الفنجان اكتر من الواوا تبع ابنها
انا مكنتش فاهم المغزى من فنجان القهوه الساده وليش ما يحطوله كبايه شاي قزاز عشان نشوف او لمبه كهربا مكسوره او اي اشي تاني
ايامها كنت اسمع الزلام لما يتقاتلو بحكوا لبعض: يا زلمه انت كل راس مالك فنجان قهوه ساده واقول بعقلي اكيد بدهم يطهروا بعض
اذكر بعد اسبوعين من طهور ابراهيم ..اخته انخطبت وكان نفس فنجان القهوه محطوط قدام
ابوالعريس وشرب منه وكلنا شعرنا يومها بنوع من الامتعاض والمغص
بس طلع ابراهيم من بيتهم كلنا تحوطناه وكل واحد صار يهزله دنب من جهه لانه جيبته كانت مليانه
شوكلاته وانا قلتله اسمع يا ابراهيم انا هسا بحوشلك جرابين عشان اعملك طابه وصرت رايح
عالمزبله عشر مرات من الصبح.... طبعا العرض تبعي لم يلق اذانا صاغيه من ابراهيم لانه كان معه
مصاري وبقدر يشتري طبه بلاستيك من الصبح
كنا ننظر للمتطهر بنوع من القداسه او انه اعلى من مستوى باقي الاولاد وكان هو يشعر بالتميز من كتر العز والدلال
لو سالتني :بتحب ترجع طفل زي ايام زمان ....بقولك لأ لكن نفسي اتطهر كمان مره
